ماذا نعني بالرهاب الاجتماعي( الخوف الاجتماعي)
هو أحد اضطرابات القلق الذي يظهر في الموقف الإجتماعية على شكل خوف من الإحراج أو الظهور أمام الآخرين بمظهر الضعيف أو المرتبك.
• ما هي المواقف التي يمكن أن يظهر فيها الرهاب الإجتماعي؟
يحرص الذين يعانون من الرهاب الإجتماعي على إخفاء معاناتهم عن أقرب الناس لهم لشعورهم بالخجل حتى من أنفسهم. وفيما يلي أمثلة من المواقف التي تثير في المصاب بالرهاب الإجتماعي الرعب والخجل والإستياء من نفسه:
1. عند تقديمهم إلى شخص أو أشخاص آخرين.
2. عندما يمازحهم أحد أو ينتقدهم.
3. عندما تتركز عليهم الأنظار.
4. عندما يراقبهم أحد أثناء عمل شيء ما ، مثل تقديم القهوة أو الشاي.
5. عند مقابلة مسئول أو شخص مهم.
6. عند الحديث أو إلقاء كلمة قصيرة أمام الناس.
7. عندما يصلهم الدور للتعريف بأنفسهم في اجتماع ما.
8. في معظم التفاعلات الإجتماعية ، خاصة مع من لا يعرفونهم جيداً.
• ماهي الأساليب التي يتخذها من يعاني من الرهاب الإجتماعي لإخفاء خوفه؟
هناك أساليب يقوم بها مريض الرهاب الإجتماعي بقصد إخفاء رهبته عن الناس. ومن ذلك أنه:
1. لا يدخل المجلس إلا مع أحد يتقدمه أو على الأقل يدخل معه ويشتت أنظار المستقبلين عنه.
2. يحضر إلى المناسبات مبكراً لكي يدخل عليه الناس واحداً واحداً فلا يضطر لمواجهتهم دفعة واحدة.
3. يطرق إلى الأرض عند الحديث ويتجنب التقاء النظر ويلتزم السكوت معظم الوقت.
4. يتظاهر بالهدوء والرزانة لكي يحمي نفسه من المتطفلين بالمزاح أو التعليقات المحرجة.
5. يعتذر عن شرب القهوة والشاي لتجنب ظهور الرعشة في اليدين.
6. يمتنع عن بعض الألبسة خوفاً من لفت نظر الآخرين.
7. يقفل الهاتف الجوال أو يضعه على هيئة الصامت لتجنب الرد عليه أمام الناس.
8. يعتذر عن حضور المناسبات ، وهذا هو أسوأ سلوك تجنبي يمكن أن يقوم به الشخص.
• ما مدى انتشار الرهاب الإجتماعي؟
يصيب الرهاب الإجتماعي ما نسبته 5%-15% تقريباً من الراشدين في عمر 18-45 سنة ، حسب ما أشارت الدراسات العالمية , لكن الممارسة في الخليج العربي توحي بأن النسبة ربما تكون أعلى من ذلك بكثير.
• ما هي أسباب الرهاب الإجتماعي؟
1. الوراثة: يعتبر وجود العوامل الوراثية في حالات الرهاب الإجتماعي بمثابة التهيئة للعوامل الأخرى.
2. الجنس: ينتشر الرهاب الإجتماعي في النساء أكثر من الرجال ، ولكن الرجال أكثر طلباً للعلاج من النساء.
3. العمر: يمكن أن يصيب الرهاب الإجتماعي الأطفال والكبار على حد السواء ولكن أغلب الحالات تحدث في سن المراهقة وبداية سن الرشد.
4. طبيعة الشخصية: تعتبر سمات الشخصية التجنبية من أكثر اضطرابات الشخصية ارتباطاً بالرهاب الإجتماعي.
5. الخبرات الشخصية: تعتبر البيئة الناقدة الساخطة أو القلقة التي تتسم بالحماية الزائدة من أهم الخبرات الشخصية المهيئة للقلق ، إضافة لبعض الخبرات المنفردة مثل تعرض الطفل لإعتداء جسدي أو جنسي مثلاً.
• كيف يحدث الرهاب الإجتماعي؟
يحدث ارتباط شرطي بين بعض المواقف الإجتماعية والشعور بالخوف ، مما يجعل المريض يشعر بالخوف عندما يتعرض لمثل هذه المواقف. عندها تُضَخُّ سيالة عصبية تدعى Nor-adrenaline من مركز الخوف بالدماغ ، مما يؤدي لظهور أعراض الخوف المعروفة كالتعرق ، وزيادة ضربات القلب ، والرعشة ، واحمرار الوجه ، وغيرها...
• هل هناك حالات تشبه الرهاب الإجتماعي؟
الرهاب الإجتماعي يشبه عدد من الحالات منها:
1. الخجل الطبيعي.
2. حالات الرهاب الأخرى.
3. اضطراب الفزع.
4. اضطراب الشخصية التجنبية.
5. الأعراض السلبية لحالات الفصام.
• كيف لي أن أعرف إن كنت مصاباً بالرهاب الإجتماعي؟
قم بزيارة المواقع النفسية على شبكة الانترنت ومنها (قسم الاختبارات النفسية) في موقع فريق النجاح
www.najahteam.com ، وأجر الاختبار المناسب. هذه الاختبارات ليست كافية للتشخيص ، لكنها تساعدك –إضافة إلى هذه المعلومات- في التعرف على معاناتك ، ولا تغني عن زيارة الطبيب النفسي.
• هل يعتبر الرهاب الإجتماعي ضعفاً في الشخصية؟
ليس هناك في المصطلحات النفسية شخصية ضعيفة أو قوية ، بل هناك اضطرابات يمكن علاجها والتخلص منها أو التقليل من تأثيرها على حياة الشخص. ووجود هذه الإضطرابات لا يعني النقص أو العيب.
• كيف يمكن علاج الرهاب الإجتماعي؟
يمكن علاج الرهاب الإجتماعي بطريقتين أساسيتين هما:
1. العلاج الدوائي: وتستخدم فيه بعض مضادات الإكتئاب التي تعمل على تحسين أداء مادة سيروتونين (5-HT). وهذه العقاقير مأمونة العواقب وليس لها ضرر على المدى الطويل بالنسبة لأجهزة الجسم المختلفة ، ولا تسبب الإدمان. كما يمكن أن تعطى للمريض عقاقير مهدئة تقلل من سرعة النبض ورعشة اليدين. وهذه العقاقير الأخيرة ليست علاجاً وإنما هي دعم وقتي لخفض أعراض القلق في مواقف معينة.
2. العلاج النفسي غير الدوائي: وأكثره فائدة العلاج السلوكي المعرفي الذي يقوم على مساعدة المريض في التعرف على أفكاره المقلقة بدقة ، وتعلم طرق مقاومتها ومنع الاستجابة لها بالسلوك التجنبي ، والمواجهة التدريجية للمواقف المقلقة. وقد يجرى العلاج المعرفي السلوكي منفرداً أو في إطار مجموعة متجانسة يتدرب أفرادها على كيفية التغلب على الرهاب الإجتماعي ويسمى ذلك بالعلاج الجمعي.
• ماذا يمكن أن يحدث لو لم يعالج الرهاب الإجتماعي؟
مما يؤسف له أن الرهاب الإجتماعي قد يحدث في سن مبكرة ، مما يسبب تاثيراً عميقاً في ثقة المريض بنفسه. كما أن الإصابة المبكرة تجعل أثر السلوك التجنبي وخيماً على الأداء الدراسي والعملي والعلاقات الإجتماعية.
• هل يمكن الشفاء من الرهاب الإجتماعي؟
ذلك ممكن طبعاً ، ولكن عوامل كثيرة تتدخل في نسبة الشفاء واستمراره. فالحالات المبكرة المزمنة أقل احتمالاً للشفاء من الحالات المتأخرة الحدوث والقصيرة المدة. كذلك فإن الشخصية التي تتميز بروح التحدي تكون أكثر استجابة للعلاج من غيرها.
• كيف يمكن أن أساعد نفسي من الرهاب الإجتماعي؟
1. تعلم كيفية الاسترخاء فهو أحد الوسائل النافعة للتغلب على القلق.
2. لا تقبل بالحديث عن موضوع لا تعرفه جيداً ، وحضر نفسك بالمعلومات عند الإلقاء ، وبالحفظ عند الصلاة بالناس مثلاً.
3. اقرأ -أو تحدث- على مهل ، ولا تستعجل ، فترتبك وتخطئ ، فتقلق.
4. كلما شعرت بالقلق والاستعجال تذكر الهدوء وخذ نفساً للاسترخاء.
5. توقع أن تشعر بشيء من القلق وتقبَّل ذلك خاصةً في بداية الحديث ، واعلم أنه سيزول إن شاء الله.
6. تواصل بالنظر مع مستمعيك فالمتحدث الناجح لا ينشغل بنفسه عنهم.
7. اصرف ذهنك لأي شيء آخر عند الشعور بالقلق واعلم أن الناس قد حضروا لاستماع ما تقول لا للنظر إليك ومراقبتك.
• كيف يمكن أن أساعد قريباً يعاني من الرهاب الإجتماعي؟
1. ساعده على الممارسة والتجربة بالإلقاء عليك والحديث معك.
2. شجعه على الاشتراك في الأنشطة الجماعية مثل الرياضات المختلفة والدراسة.
3. ركز على نجاحاته وأبرزها له ، وفي ذات الوقت ساعده على تجاوز أخطائه دون تضخيمها.
4. ساعده في تعلم عدم مقارنة نفسه بغيره ، فهناك فروق فردية لابد من مراعاتها.
5. لا تدفعه للتجربة مع الآخرين ، ومواجهة المواقف الإجتماعية إذا لم يكن مستعداً.
6. لا تجعله يرى منك القلق على أدائه أو الخوف من فشله أمام الآخرين.
7. ساعده في الاهتمام بهندامه دون الظهور بشكل غريب أو لافت للإنتباه.