محمد بن ناصر لـ"الوطن": مطاران جديدان وعبَّارتان ومصفاة للنفط تحيل جازان لوجهة اقتصادية
حوار : إبراهيم الأمير
يمكننا القول بكل ثقة ويقين إنه "حديث الإنجازات" الذي يرتكز على "نجاحات الحاضر" في الانطلاق لتحقيق طموحات المستقبل.
فتح الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان قلبه لـ "الوطن" في حوار لم تنقصه "المصارحة"، كشف عن معايشته هموم المواطن وآلامه، ومشاركته آماله وأحلامه، منذ تولى إمارة المنطقة قبل نحو ثماني سنوات.
لم يشأ أن يقصر حديثه على "الإيجابيات" وحدها، بل كان حريصا على إبراز "السلبيات" على طريقة الجرّاح الماهر الذي يصل إلى موقع "الداء" بدقة، ثم لا يتركه إلا بعد أن يصف له ناجع "الدواء".
يؤكد أن منطقة جازان ستشهد "نهضة صحية" شاملة لتوفير العلاج لكل مواطن، وإنهاء معاناة السفر للخارج، موضحا أنه يتم إنشاء وتطوير 87 مركزا صحيا على ثلاث مراحل، لرعاية الأسرة طبيا، إضافة إلى عدد من المستشفيات الجديدة في جميع التخصصات، وبسعات سريرية كبيرة.
ويشير إلى أنه سيتم إلحاق مستشفيات ومراكز جديدة بالمدينة الطبية، لعلاج الحميات، والأمراض النفسية، والإدمان، والضغط، والسكر، وأمراض العيون، ومكافحة السموم، وغيرها.
حديث الإنجازات والطموحات لم يتوقف عند "النهضة الصحية" بل امتد إلى مجالات أخرى مهمة، حيث يجزم الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز بأن مدينة جازان الاقتصادية ستصبح حدثا فريدا ومتميزا في المملكة، كما ستغير الملامح المستقبلية للمدن الحديثة في العالم.
ويلفت إلى أن مشروعات ضخمة وفريدة من نوعها تنفذها حاليا 19 شركة عالمية ومحلية بالمدينة الاقتصادية باستثمارات تصل إلى 115 مليار ريال.
ويؤكد أن هناك مشروعات استثمارية للجذب السياحي في جازان، تستهدف تنشيط سياحة الشواطئ، والاستشفاء، لتوفير فرص العمل لأبنائها.
وفي تناوله الخدمات المقدمة للمواطنين يوضح أن هناك مشروعات لإنشاء مطارين جديدين، وتوفير عبارتين حديثتين، وسكك حديدية، وطرق مزدوجة، وشبكات للمياه، والصرف الصحي، لخدمة المواطن، ودعم التنمية، وتشجيع الاستثمار.
ويجزم بأن الحملات الأمنية بالمنطقة نجحت في الحد من التسلل، وتهريب الممنوعات والأسلحة، وضبط مخالفي نظام الإقامة ومجهولي الهوية.
ويشدد على أنه لن يُسمح لأحد بعرقلة مشاريع التنمية، وأنه سيتم التعامل مع أي مخالف وفق الأنظمة والتعليمات.
وفي الحوار التالي نتعرف على المزيد من الإنجازات المشروعات والطموحات.
? يتردد أن هناك تأخرا في افتتاح بعض المراكز الصحية بالمنطقة بحجة عدم تشغيلها من قبل وزارة الصحة، الأمر الذي يتسبب في إحداث بعض الخلل بمبانيها، كما يتكبد المواطنون مشقة السفر للعلاج.. فكيف ترون السبيل لإنهاء معاناتهم؟
?? فيما يتعلق بالمراكز الصحية بالمنطقة، فإن هناك ثلاث مراحل مهمة ينبغي التوقف أمامها.
فالمرحلة الأولى تشمل 11 مركزا صحيا بمختلف محافظات المنطقة، وهذا المشروع متأخر في جميع المناطق، نتيجةً لتأخر المقاول المنفذ الذي تم إنذاره أكثر من مرة بسحب المشروع إذا لم ينته منه في أسرع وقت.
وقد تم تشغيل "مركز الشاطئ" بعد استكمال التجهيزات، ودعمه بجميع فئات القوى العاملة، خاصة الاستشاريين في مجال طب الأسرة.
ويجري حاليا الإعداد لاستلام وتشغيل مركزين آخرين بهذه المرحلة: هما "صبيا"، و "الحسيني" على أن يتم الانتهاء من باقي المراكز في هذه المرحلة بعد استكمال تأثيثها وتجهيزها.
أما المرحلة الثانية فتشمل 40 مركزا صحيا، وبالرغم من وجود تأخير لدى المقاول المنفذ للمشروع فقد ظهرت نتائج إيجابية في نسب الإنجاز.
والمنطقة على وشك استلام 3 مراكز صحية خلال الأيام القادمة، وهي "القعارية، وقرية بيش، وجريبة".
ولعل أسباب تأخير تنفيذها يرجع إلى خطة تطوير المراكز التي تبناها وزير الصحة تحت شعار "طبيب أسرة لكل أسرة" لتطوير جميع المراكز، وتجهيزها، وتأثيثها، ودعمها بالقوى العاملة المدربة على برنامج طب الأسرة، الأمر الذي تطلب ضرورة تغيير المخططات المعمارية، وزيادة الكميات والتكاليف في إطار هذا التحول في سياسة الرعاية الأولية. وسيتم تشغيل 14 مركزا صحيا ضمن هذه المرحلة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي.
وتشمل المرحلة الثالثة 36 مركزا صحيا، والعمل فيها يسير بشكل جيد، وتمت مخاطبة المقاول المسؤول عن هذه المرحلة لسرعة الانتهاء منها حسب الجداول المعدة لذلك.
نقلات طبية نوعية
? أوضحتم الوضع الحالي بالنسبة للمراكز الصحية في المنطقة.. فماذا عن إنشاء وتطوير ودعم المستشفيات؟
?? الوضع بالنسبة للمستشفيات يمكن توضيحه فيما يلي:
- مستشفى بني مالك العام: يجري استكمال تجهيزاته والتي وصلت إلى نسبة 85%. وتم تعميد مقاول الإعاشة وترسيتها، وتعيين القوى العاملة اللازمة لتشغيل المستشفى.
وعملية التشغيل مرتبطة بمباشرة شركة الصيانة والنظافة والتي تم تعميدها منذ عدة أشهر، وننتظر وصول العمالة قريبا لتشغيله.
- مستشفى ضمد العام: تم استلام المستشفى ابتدائيا، ويجري استكمال التجهيزات الطبية، والصيانة والنظافة في التحليل الفني، إضافة إلى "الترسية" وسيتم تشغيل المستشفى فور الانتهاء من ذلك.
- مستشفيا الخوبة والريث العامان: تم استحداث الكوادر اللازمة لتشغيلهما، وتم إرسالها إلى مكاتب التعاقد.
أما باقي المستشفيات بالمنطقة مثل "البرج الطبي بمستشفى جازان، ومستشفى الحميات، ومستشفى الصحة النفسية، ومستشفى بيش العام، و، ومستشفى العيدابي العام، ومستشفى العارضة العام" فإن العمل في هذه المشاريع يسير وفقا للخطط الزمنية المعدة لها وطبقاً للعقود، وسيتم الانتهاء منها جميعا وستشهد بعدها المنطقة حضورا طبيا لافتا بنقلات طبية متنوعة تجسد اهتمام ولاة الأمر يحفظهم الله بتطوير المنطقة صحيا بكل الأنظمة الوقائية والعلاجية.
وبفضل الله عز وجل ثم بدعم لا محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، تلقينا أخيرا ضمن تباشير الميزانية لهذا العام الموافقة على إنشاء المستشفى التخصصي بجازان بسعة 500 سرير، لتطبيق سياسة الحزام الصحي بمناطق المملكة، وسيكون إضافة جديدة لمفاهيم الطب الاختصاصي الحديث لجميع المواطنين.