تزخر منطقة جازان بالكثير من الأهازيج الشعبية الجميلة والمعبرة والتي يرددها الناس في المناسبات المختلفة كمناسبات الافراح والزواج والختان وغيرها من المناسبات الاجتماعية والشعبية،
وهناك العديد من المظاهر الشعبية والعادات والتقاليد المصاحبة لحفلات الأفراح في منطقة جازان كما أن هناك الكثير من الرقصات الشعبية التي يمارسها النساء والرجال في المنطقة عن أمسيات الأفراح والليالي الملاح.
ومنها هذه الاهزوجة للشاعر عبدالله عمر مفتاح وتسمى "أغاني الطبعة" وهي الليلة التي يتم تربيع الزوجة وتجهيزها للدخول على زوجها وطلوعها المسرح أو المكان المرتفع وهو عبار عن كرسي كبير من الخشب المزخرف تتربع فوقه العروسة حتى تظهر على النساء وهي في كامل زينتها وملابسها المزخرفة واياديها المزينة بالحناء والشيذار والخضاب الاسود والفل والكاذي وهي في أبهى زينتها وجمالها الأخاذ..
تقول الأهزوجة:
ياالذي دخل في عيد الصيام
غصن قد تنقى من عقله الرشيد
كل من حفر له والطلعة قيام
واهله خارجين واطهر الصديق
واعتنى بجادل ساني المقام
كامل الوصايف في قعره المشيد
كالشهر بينه يجلى الظلام
زان بالذهب فوق لبسه الجديد ثم تغنى اغان اخرى باهازيج شعبية رائعة ينشدها الشعراء الشعبيون في مناسبات الافراح وقد ذكرها الشاعر والمؤلف الاستاذ ابراهيم بن عبدالله مفتاح في كتابه "فرسان - الناس والبحر والتاريخ" تقول الاهزوجة الشعبية:
احنا سرينا نودي الوجوب
بسبع ضاري وساطي اليمين
واخوه وافي يذل من وجود
واهله معه كلهم نايبين
حظه تلاقى بسعد السعود
وسرت امه مع الحاضرين
كلف لباسه وعد النقود
واجلب لهم كل غالي ثمين
وصفوا فعاله كمثل الاسود
قد كلفوا به لصافي الجبين
سمعت للدوف مثل الرعود
وطلعته كلهم حازيين
قمري الحمام نبه اللي رقود
ضاحه يصحي الذي ناعيين
وهذه اهزوجة شعبية اخرى يتم ترديدها عند وصول العروس ويبدأ الترحيب من قبل اهل العريس فيقولون
واما انا هديت المخير
هديته وانا راضية
فيرد اهل العروس والنساء القادمات معهن:
ثلاثين مني ومرحب
ترحيبه علينا وجب
ثم تبدأ مراسيم الفرح والسرور فتردد النساء الحاضرات مثل هذه الاهزوجة على ألسنة والدة العريس وعائلته فيقولون:
اما انا هديت المخير
في حجة ويوم عيد
هديته لجادل مهر كل ما ثلته كخيل السرى
من ميل اخو احمد بجوده طلع حظه اللي سعيد
وابوه عندما جد عزمه ارسل في جميع القرى
قد كلف لباسه من الهند
واجاله كل شيء جديد
واطيابه حطها في صناديق
مختومة من البندرا
ثم يرد اهل العروس على اهزوجة اهل العريس فيقولون:
ثلاثين يا مرحبا بك
ترحيب قبل رد السلام
باللي شق عمق البوايح
وتعنى الى الكاذية
عمه قام وسع دياره
من حبه وعقله والكمال
الفين ملتقين بالتراحيب
والفين ترحيبه
والعمة تقول. من بلادي
ما طلبه اقله عام
ارحب عند غصن البياض
بين اغصان متراوية
جبينه كما شهر طالع
حاز الوصف ساني المقام
والهرجة كمجر
مصفى تهناك روحه الغاليه
ويستمر السّمر على انغام الدفوف وكلمات الاهازيج الشعبية الرائعة حتى منتصف الليل بين اهل العروس من جهة واهل العريس والحضور من الاصدقاء والاقارب والجيران، ثم يقوم فريق اهل العروس من النساء بترديد هذه الاهزوجه الرائعة الجمال فيقولون:
بنتنا حايزة الوصف في بيتها
جابك الصيت والا من فين رأيتها
والعروس بالوقية اشتروا حسنها
والقناعي تقوى رقي حصنها
العروس قبلن تنفح الازباد
لا صكع حجلها جاوبنه الجبال
العروس قبلن تنضح الا بعود
لا صكع حجلها جاوبنه الفرود
وتغني النساء في اهزوجة اخرى جميلة يخاطبن الصهر وهو العريس الجديد في ليلة الدخلة فيقلن:
حلفت با الليلة يا صهر ما اروح
وتطلع النجمة والصبح قد ضوح
يا خية شلشلي بالخطا
لن الخطا سنة
حلالك مرتجي في القيل
قايم على السنة
يا خية شلشلي بالخطا وتبخري عوده
حلالك من رجال الرضا
ومنيت الجودة
يا خية شلشلي بالخط
وتبخري جاوي
حلالك من حلال الرضا
وما يعجبه الداوي
أهازيج التخييله
عادة ما ترافق حفلات الزواج والافراح والليالي الملاح في منطقة جازان بعض العادات والتقاليد الشعبية التي تظهر احتفاء الناس وسرورهم بأيام الفرح ولياليه الجميلة التي تستمر ثلاثة ايام ومن تلك العادات والتقاليد المصاحبة للزواج: الفشرة وهي هدية الخطوبة، والعكرة وهي الطيب والكاذي الذي يوضع علي رأس العروسة والحمل وهو ما يحمله العريس لعروسته من هدايا ومجوهرات ثمينة، والطبعة وهي الليل الرئيسية في الزواج ثم المقيل وهو صبيحة دخول الزوجة على زوجها ثم المعموس والتخييلة.
ومن الاهازيج الجميلة التي تردد في يوم التخييل نختار لك عزيزي القارئ هذه المقطوعة الشعبية..
خيلوا يا خيول السرى
والنبي كثروا ذكرته
شافع الخلق خير الورى.... كلنا المسلمين زمرته
والمخيل كنجم سريدي.. ..عارض البدر في طلعته
صلوا بالزين.. ...واذكروا الله مع خطوته
الجبين مثل بارق سرى.... يدهش الناس من لمعته
زيّن الطيب فل القرى.. ....علقوها الوف عصيته
ساجي العين والمنظرا..... سابل الجعد فوق عكنته
ذا المقيل مثل عيد اكبرا.... كل جادل بيشا فرجته
ليت ابو احمد يتضخرا..... وتكتمل عندنا فرحته
مرحبا عد من قدقرا....... في كتابه وفي ختمته وبعد ان تجلس العروس على المنصة المزينة بالفل والكاذي والنباتات العطرية والروائح الجميلة التي تتميز بها منطقة جازان تقوم النساء بالغناء واطلاق الزغاريد "الغطارف" الصاخبة فيقولون:
دحين بدا سيفنا بحده.. يا باهي الخد لا ترده
ثم تقوم بعد ذلك المائدة الشعبية للضيوف من النساد ويتكون من المرسة المخلوطة بالعسل والسمن البلدي وتسمى "المعصوب" في بعض مناطق المملكة وكذا الارز واللحم والمغش والمندي وغيرها من الاكلات الشعبية اللذيذة التي تشتهر بها منطقة جازان .................................................................................منقول